صدر عن "الكتلة الوطنيّة" البيان الآتي:
تزاحم زعماء الطوائف على الاحتفال بالاتفاق البحري مع إسرائيل. فهللّ الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله قائلاً في خطابه نهار الثلاثاء في 11 تشرين الأوّل الحالي أنّ "الليلة للتصفيق والفرح"، وأنهى النقاش المستعر على أبوّة الاتفاق بين الرؤساء الثلاثة وباقي زعماء القبائل اللبنانيّة محتفظًا لنفسه بحصّة الأسد في تحصيل اتفاق، أقل ما يقال فيه، إنّه أسوأ من اتفاق 17 أيّار 1983، وذلك باعتراف جريدة "الأخبار" نفسها بتاريخ 13 تمّوز 2022.
صحيح أنّ الاتفاق يسمح للبنان ببدء عمليّة التنقيب في حقل قانا، من دون أن يكون هناك ضمانات حقيقية حول حجم الكمّيات الموجودة في البحر، وصحيح أنه، وفي حال تأكّد وجود كمّيات قابلة للاستخراج وتأمّنت إدارة جيّدة للقطاع خارج منطق المحاصصة والتعطيل المعهود قد يوفّر ذلك إيرادات للدولة اللبنانيّة، مع العلم أنّها لن تكون كافية لسد الخسائر ولا تغني عن إصلاحات "صندوق النقد الدولي". ولكن من حق اللبنانيّات واللبنانيّين أن يعرفوا أنه كان بالإمكان للبنان أن يستحصل على حصة أكبر بكثير من الحقول المتنازع عليها لو كانت هناك إدارة أفضل وأكثر شفافيّة لعمليّة التفاوض.
إنطلاقًا من هنا، فإنّ الاتّفاق يُعتبر أنّه فشل مقارنة بما كان يمكن للبنان أن يستحصل عليه، ويطرح أسئلة حول سبل إدارة لبنان لسياسته الخارجيّة والدفاعيّة، لأسباب عدة أهمّها:
عليه، وانطلاقًا من هذه التجربة التفاوضيّة الفاشلة، لا بد من استخلاص العبر بما يسمح من جهة بحفظ أمن لبنان والحدود الجنوبيّة، ومن جهة أخرى، بحسن إدارة قطاع النفط والغاز بعيدًا من هيمنة زعماء الطوائف: