صدر عن حزب "الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة" البيان الآتي:
كالعادة، ترتبك "حكومة العجز" مع بدء زيارة الموفد الأميركي المولج ملف ترسيم الحدود البحرية، بعد أن سقطت منذ بضعة أيام في امتحان المبادرة الكويتية.
"حكومة العجز" رهينة الحسابات السياسيّة الضيّقة قاصرة عن اعتماد موقف موحّد بما يتعلق بالسياسة الخارجية وبترسيم الحدود البحرية. تختلف قوى السلطة حول كيفيّة إدارة المفاوضات وتتّفق في وضع المصالح الشخصيّة والحزبيّة فوق المصلحة الوطنيّة.
لا الميليشيا قادرة على إدارة علاقاتنا الديبلوماسية مع الجوار العربي والمجتمع الدولي، كونها رهينة مشروع سلطوي تدميري عابر للحدود. ولا هي قادرة على حماية السيادة اللبنانية في الدفاع عن الحدود والثروات، فأصبحت الحدود اللبنانية سلعة للتفاوض على طاولة المفاوضات الإقليمية.
ولا المافيا السياسية المالية، المشغولة بإنقاذ نفسها واستجداء المساعدات الدولية، مستعدة للدفاع عن سيادتنا. ولا هي قادرة على إنقاذ البلد وإدارة مفاوضات مع "صندوق النقد الدولي" والمانحين، فيما هي مشغولة بشراء الوقت لتُحمّل الناس فاتورة الانهيار والتهرّب من المحاسبة والمسؤوليّة. وتبذير احتياط الدولار وما تبقّى من مصداقية للبنان بين الدول. وكان اتهام "البنك الدولي" في تقريره الأخير للحكومة اللبنانية بليغًا في وصف سياستها "بالتدميريّة".
ومع تقديرنا لكل من يحاول المساعدة في استنهاض لبنان، فالمبادرة الوحيدة التي بإمكانها تغيير واقعنا هي من الشعب اللبناني نفسه. هو وحده القادر على حسم خياراته في محاسبة المافيات والميليشيات في الانتخابات النيابيّة المقبلة. المبادرة الحقيقية هي بأن نتبنى مشروعًا يوحّد اللبنانيّات واللبنانيّين، وعنوانه بناء الدولة السيّدة العادلة والقوية، دولة قادرة على بناء ديبلوماسية تخدم مصلحة الناس أولاً، دولة متحرّرة من أحزاب الطوائف ورهاناتها الخارجيّة.
المطلوب اليوم من أي حكومة لبنانيّة هو صناعة سياسة خارجيّة تستعيد ثقة واحترام المجتمع الدولي والجوار العربي عبر:
الحل موجود، ويبدأ بتحرير مؤسّسات الدولة والسياسة الخارجيّة، من الارتهانات الخارجيّة، الطائفيّة والفئويّة.