شدّدت "الكتلة الوطنيّة" على أنّه بعد حجب المواطنين الثقة عن الحكومة، ها هم أهل السلطة نفسهم يتنصّلون من حكومة أرادوها على شكلهم ولو بتمويه لم يمرّ على أحد.
وأشارت "الكتلة"، في بيان، إلى أنّ المواطنين استعادوا المبادرة، فاستنفرت السلطة وحدات القوى الأمنيّة بكثافة لينجو النواب من انتفاضة موكّليهم، بدلأً من أن تكون هذه الوحدات في مؤازرة شهداء الجيش في الهرمل وقوى الأمن الداخلي في الأوزاعي.
ولفتت "الكتلة" إلى أنّ المجلس لم يكتفِ بالانعقاد من دون نصاب، بل توالى نوّاب الكتل المانحة الثقة بالتهرّب من المسؤولية الماضية والحاضرة. وأشارت إلى أنّ أوّل المتكلّمين كان النائب محمد رعد، الذي مع شركائه عيّنوا الرئيس حسّان دياب ومن ثمّ فرضوا عليه وزراءهم "المموّهين"، ومن بعدها التزموا معه موازنة خرافيّة، فقد قال رعد: "الحكومة لا تشبه فريقنا السياسي"، و"البيان الوزاري لم يقنعنا!"
وفي سياقٍ متّصل، أشارت "الكتلة" إلى أنّ النائب جبران باسيل بعدما تلى النصائح على الحكومة وكأنّه يتلو بيانًا وزاريًا آخر، يقول "نحن نمنحها الثقة وإذا لم تتصرّف بشكل مغاير سنُسقطها"! أمّا فريق السلطة المعارض حاليًا للحكومة فها هو يناور ويفاوض، ويصل إلى المجلس إنّما لا يدخل القاعة العامة؛ ولا يؤمّن النصاب لكنّه يشارك في ما بعد في الجلسة!
واعتبرت "الكتلة" أنّ الأكثر غرابةً من كل ذلك، أنّ جميع المتكلّمين يعترفون بأخطاء الحكومات السابقة، لكن لا أحد منهم يعترف بأنّه من المذنبين وكأنّ الحكومات السابقة أتت من غير كوكب!
وإذ شدّدت على أنّ السلطة مربكة والمواطنين سيبقون في المرصاد ولن يتراجعوا مهما كانت الصعوبات حتى تغيير هذا النظام، ولن تمرّ لا الصفقات بعد اليوم ولا الحلول العرجاء، ختمت "الكتلة" بيانها مؤكّدة أنّ "17 تشرين" هو تاريخ مفصليّ عندما قرّر اللبنانيّون استعادة كرامتهم والمبادرة، فهم سيكونون دائماً على موعد يومي مع السلطة كي تبقى قلقة.