شارك

"الكتلة الوطنيّة": المصارحة درع الحماية الأفضل لتفادي عودة الحرب والعمالة للخارج

إنّ قضيّة عامر الفاخوري لا تختلف عن كل قضايا مجرمي الحرب. فالحرب عكس ما يعتقده بعضهم ليست فطريّة عند الإنسان إنّما هي نتيجة قرار سياسي ينطلق من رغبة بالتوسّع والاستيلاء على أرض الغير فتواجهها مقاومة. والسياسة كما يتبيّن تتدخّل دائما في محاكمة المجرمين. وهذا ما حصل منذ محكمة "نورمبرغ" إبان الحرب العالميّة الثانية مروراً بكل المحاكمات اللاحقة وصولاً إلى محاكمة عامر الفاخوري، الذي نلاحظ في قضيّته تفاوت المواقف وفق الظرف والمنفعة السياسيّة.

إنّ معاقبة مجرمي الحرب لها هدفان، الأوّل التعويض المعنوي لعائلات الضحايا والثاني الاقتصاص من المجرمين كرادع لمن تغريه نفسه القيام بجريمة حرب. ومع الأسف فإنّ الهدف الثاني عامة لم يتحقّق.

فتبقى الوقاية من الإجرام السبيل الأفضل لمنع تكرار الحرب وجرائمها، وهذا ما منع أمراء الحرب حصوله بعد اتّفاق "الطائف".

فقد كان من المفترض تنظيم مصارحة علنيّة وعامة بين اللبنانيّين وطرح السؤال الآتي: لماذا تعامل اللبنانيّون واستنجدوا بقوى أجنبيّة لمحاربة بعضهم بعضاً؟

الجواب على هذا السؤال ليس لتبيان من أخطأ، فالجميع على خطأ وهذا هو الجوهر، إنّما المصارحة والإعتراف بذلك هو درع الحماية الأفضل لتفادي عودة الحرب والعمالة للخارج.

مواقف سياسية