شارك

"الكتلة الوطنيّة": الأحزاب تبتز حكومتها بإعادة اللبنانيّين من الخارج من دون تأمين مستلزماتها

صدر عن "الكتلة الوطنيّة" البيان الآتي:

ها هي الأصوات تعلو لإعادة اللبنانيّين في المهجر سواء من بينهم العالقين أو المتردية أوضاعهم المالية ولاسيّما الطلاّب. وها هي "الأحزاب الطوائف" تُمزّق ورقة التوت أمام وهم استقلاليّة الحكومة فتُملي عليها جدول أعمالها. وها هو تضامن الأحزاب الممثّلة في الحكومة يتلاشى يوماً بعد يوم ليحلّ محلّه تسجيل الأهداف في مرمى بعضها بعضاً.

فبينما رئيس المجلس النيابي نبيه برّي يهدّد بتعليق مشاركة "حركة أمل" في الحكومة، معترفاً بذلك بعدم استقلاليّتها، نرى الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله يتمنّى عليه التروّي قائلاً: لا داعي لاستعمال كلمات مؤلمة تجاه المسؤولين". وبدوره يطلب رئيس "التيّار الوطني الحر" جبران باسيل إعطاء الحكومة مهلة لدرس الموضوع، فهو خائف على حكومته ويسلّفها المهل ليأخذ في المقابل التعيينات التي يريدها.

نعم من حق كل لبناني أن يعود إلى بلده وواجب الحكومة تأمين عودته السليمة.

وسينعقد غداً مجلس الوزراء ليبحث هذا الموضوع لكن قبل 24 ساعة من انعقاده لم نسمع بلجنة اختصاصيّين تُجيب على الأسئلة التالية:

  • من هم اللبنانيّون الذين يرغبون في العودة، وما هي تقديرات أعدادهم: ألف أو 5 أو 50 ألفاً؟
  • هل هنالك قائمة بالبلدان وتصنيفها وفق وضعها الصحّي بالنسبة للبنان وهل يُفضّل إبقاء المغتربين فيها مع مساعدتهم مادياً أو تسهيل تحويل الأموال إليهم؟
  • هل انتقالهم من منازلهم إلى المطارات في دولهم آمنة، وهل هنالك إجراءات لعدم تعرّضهم للوباء فيها؟
  • هل سيتم فحصهم قبل صعودهم إلى الطائرات لعزل المصابين من بينهم عن بقيّة المسافرين؟
  • هل تتوفّر في مطار بيروت التقنيّات الضروريّة لعزل المصابين بالعدوى.
  • هل هناك غرف حجر كافية في لبنان لعزل المصابين الفترة المطلوبة، وقدرات لتوفير العلاج لمن بحاجة إليه؟

نرى "الأحزاب الطوائف" يُجهِّزون فنادق لاستقبالهم، فمن أين أتوا بكل هذه الأموال؟ علماً أنّها في الواقع فتات ما استولوا عليه على مدى 30 عاماً من باب المحاصصة والزبائنيّة، والآن يريدون توزيع القليل منه لتحويله إلى أصوات في الانتخابات المقبلة بممارسة زبائنيّة فاضحة.

وعلينا، في نهاية المطاف، ألا ننسى أنّ الأحزاب التي تطالب بإعادة المهاجرين والمغتربين هي التي دفعتهم إلى الهجرة بعد تدميرها الممنهج لاقتصاد لبنان. وعلينا أن نتنبّه إلى أنّ إملاءات هذه الأحزاب على الحكومة إذا لم تترافق بأجوبة واضحة للأسئلة التي طرحناها أعلاه، عندها ستكون هذه الأحزاب نفسها من أرغمت مواطنيننا على الإغتراب قد أعادتهم مخاطرة بصحّتهم وصحّة ذويهم.

مواقف سياسية