شارك

"الكتلة الوطنيّة" إنتقدت "شتائم" باسيل "لعقول اللبنانيين": هل التغيير الذي يقصده هو محاصصة التعيينات ومشاريع الهدر؟

صدر عن "الكتلة الوطنيّة" البيان الآتي:

أطلّ النائب جبران باسيل على اللبنانيّين مستنكراً ومهدّداً من يشتمه أو يشتم تيّاره. وهو بذلك على حق جزئياً. فالشتيمة سقطة ولا أخلاقيّة.

ولكن هنالك شتيمة في وجه مسؤول نابعة من مواطن يائس لم يتمكّن من إطعام أولاده أو تعليمهم... ومع تفهّم غيظه إلا أنّه يجب تأنيبه.

أما عندما تصدر الشتيمة عن مسؤول بحقّ 4 ملايين لبناني، فيجب عندها ملاحقته، والنائب باسيل نعت في خطابه اللبنانيّين بالأغبياء.

فهو يقول إنّه "يجب على الحكومة أن تبقى جاهزة لمنع سقوط التغيير ولن نسحب الثقة منها طالما أنّ البديل غير متوفّر و طالما أنّها تنجز..."

ولكن عن أيّ تغيير تتحدّث يا سعادة النائب؟ عن السلوك في التعيينات والمحاصصة التي تتّبعها وشركاءك في الحكم؟ عن هدر المال العام لتقاسمه من خلال "سلعاتا فوق كلّ اعتبار"، وسد بسري؟ وهنا تقول إنّهم يريدون إلغاء سدّ بسري "لأنّ لديهم متعهّداً معيّناً يريدونه". والواقع أنّ المواطنين يعلمون أنّ المتعهّد الذي بدأ الأعمال في سد بسري هو ذاته الذي بدأ أعمال إنشاء مقر "التيّار الوطني الحر" في نهر الكلب غير آبه بتشويه أهم معلم تاريخي يشهد على تحرير لبنان من الاحتلالات.

أما عن الإنجازات المزعومة فيشتم النائب باسيل اللبنانيّين مرّة أخرى عندما يعتبر أنّها أنجزت. فهل الإنجازات بالتدهور الخطير في سعر صرف الليرة وبفقدان الآلاف وظائفهم وإقفال آلاف المؤسّسات ووصول أكثر من نصف اللبنانيّين إلى ما تحت خط الفقر؟

ويتحدّث النائب عن ملف الكهرباء، ويشتم مجدّداً المواطنين، ويريد أيضاً محو ذاكرتهم. فقد كنت أنت شخصياً وتيّارك على رأس هذه الوزارة لمدة 10 سنوات ولا تزال. ولم تُقدِم طيلة هذه الفترة على تعيين "الهيئة الناظمة" للقطاع ولا مجلس إدارة مؤسّسة كهرباء لبنان. والآن تشتكي من ذلك؟!

سنوفّر عليك الرد لأنّنا بتنا نعرفه: "ما خلّوني"، وبالله عليك، هل سمعت بدولة من العالم الخامس صدر عنها تبرير كهذا؟ كفى شتماً لعقول الناس.

يقول أيضاً النائب باسيل إنّ خياره هو التوجّه إلى الغرب ولكن إذا فقدناه فلا مانع عندها من التوجّه إلى الشرق. علماً أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله كان أوّل الداعين إلى ذلك. لكن يا سعادة النائب ماذا يقول لك الغرب: لا مساعدات من دون إصلاحات. وماذا تفعل، في المقابل وحتى الآن، منظومة المحاصصة؟ تدير أذنها الصمّاء وتعتقد أنّ بإمكانها استغباء الغرب بالوعود الفارغة. وهذه شتيمة أخرى.

أما عن الشرق، والصين تحديداً، ومليارات الدولارات من الاستثمارات الموعودة، فنذكّر بأنّ على هذا الخيار تنطبق المعطيات الآتية:

  • الصين إمبراطوريّة عظيمة صناعيّة وتجاريّة.
  • لا أطماع سياسيّة وتوسّعية لها وهذا تاريخها وحاضرها.
  • مثلما تستثمر في أفريقيا وإسرائيل وغيرها ستستثمر بالشروط ذاتها في لبنان.
  • في حال شعرت أنّها ستتعرّض لعقوبات أميركيّة فهي لن تأتي إلى لبنان.
  • إنّ شروطها هي ذاتها أينما ذهبت: حماية مصالحها.
  • عنصريّة العدو الإسرائيلي ليست عقبة بالنسبة إليها، كونها ترى أنّ لديه، على الرغم من استبداده تجاه الشعب الفلسطيني وعدوانيّته تجاه لبنان، نظاماً يسجن رئيس الوزراء الفاسد، وهذا مبعث طمأنينة لها.
  • أما في لبنان، وبغياب الإصلاحات ودولة القانون وبتفشّي الفساد والعمولات الباهظة التي يتقاسمها نظام المحاصصة، فستفرض الصين شروطاً وأسعاراً هي أقرب إلى الاستعمار الاقتصادي من الاستثمار التجاري، بهدف حماية مصالحها.

فقبل الشرق والغرب لنعود إلى لبنان. والحل هو تماماً عكس ما تشير إليه يا سعادة النائب لجهة أنّ لا بديلاً عن الحكومة.

والبديل هو ما قاله اللبنانيون منذ 17 تشرين، نريد حكومة سياديّة ومستقلّة بصلاحيّات موسّعة.

أما تشكيكك من أن نجد بديلاً لهذه الحكومة بين المواطنين اللبنانيّين الذين ساهموا في بناء الشرق الأوسط وبرعوا في دول الغرب والشرق، فهو الشتيمة الأقصى التي توجّهها لشعبنا.

 

مواقف سياسية