شارك

"الكتلة الوطنية" للسيد نصرالله: قتال المحتل الجهاد اﻷصغر وقتال الفساد الجهاد اﻷكبر

صدر عن "الكتلة الوطنية" البيان التالي:

إنّ "محاربة الفساد أصعب من قتال إسرائيل"، هذا ما قاله السيد حسن نصرالله وهو على حق، فقتال المحتلّ، كل محتل يعبّئ بالفطرة كل طاقات الشعوب الحرة. والاحتلال غاشم في ضوء النهار ولا مجال للتستر عنه. أما الفساد فهو الشيطان الخبيث والفساد في الأرض، يعتدي على الأخلاق ويهزم الأوطان بجرعاته المقطرة من السم.
إنّ قتال المحتل هو الجهاد الأصغر أما قتل الفساد فهو الجهاد الأكبر لأنّه يبدأ بتصفية النفوس من الإثم. وليس صحيحاً أنّ من يقاتل المحتل ليس هو ذاته الذي يقاتل الفساد لأنّ الفساد ومسبّباته من الطائفيّة والزبائنيّة والمحاصصة، قمّة أدوات استعباد الإنسان وذلّه.
ومن المشرّف أنْ تكون ثورة 17 تشرين سياسيّة لأنّ قتال الفساد هو سياسي بامتياز بالمعنى النبيل للسياسة، أمّا المعيب فهو تسييس ذلك في زواريب الصراعات الداخلية بين أصحاب السلطة والمحاور وهذا ما رفضته الثورة منذ أوّل يوم مهما كانت المحاولات.
والإمام المغيب موسى الصدر على حق أيضاً عندما قال إنّ الثورة الشعبيّة إنْ لم تكن عابرة للطوائف فلن تؤدي إلى نتيجة. فكانت في 17 تشرين عابرة للطوائف، على الأرض وفي النفوس لمن التزم منزله.
يقول السيّد نصرالله إنّ لديه "فوبيا" الحرب الأهليّة، وهي حقاً الشرّ المطلق، لأنّه ما نفع أن نُحرّر الأرض ونصدّ المحتلين إذا تمزّق بلدنا. لكن ليست ثورة 17 تشرين هي الداعية إلى الإقتتال بل على العكس، هي للتخلص من منظومة السلطة التي ترهق البلاد ومقدّراته بمحاصصتها وتثبّت نفوذها بتخويف المواطنين من بعضهم بعضاً وهي من تغذّي كل مسبّبات الاقتتال الداخلي.
ويبقى الحل بتنحي هذه السلطة التي عجزت خلال مئة يوم عن القيام بأي مبادرة إيجابية كالتعيينات الضروريّة، غارقة بمذهبيّتها، تتصارع على معمل "سلعاتا" لإنتاج الكهرباء، ورهينة محاصصتها، وكلّ هذا غيض من فيض.
فلتأت حكومة سياديّة مستقلة بصلاحيّات موسّعة لتعيد الثقة بلبنان وتنقذه من الانهيار. ولتطرح أحزاب السلطة نفسها في الإنتخابات المقبلة لترميم علاقتها مع اللبنانيّين.

مواقف سياسية