شارك

"الكتلة الوطنية": تكوين الأوطان لم يكُن يوماً بالأعداد إنّما بالتجانس بين مواطنيها

بعد البلبلة التي رافقت نشر الدولية للمعلومات عن نسب اللبنانيين وفق طوائفهم ومسألة المادة 80 من قانون الموازنة والرسالة التي أرسلها رئيس الجمهورية إلى مجلس النواب لتفسير المادة 95 من الدستور، أوضح "حزب الكتلة الوطنية اللبنانية"، أنّ طرح الصيغة اللبنانية من زاوية التوازن الطائفي والخلل الديموغرافي هو السبيل إلى إطالة أزمة تحديد الهوية اللبنانية وكل ما ينتج منها من أزمات حكم وانعدام الثقة بين مكونات الوطن وتأجيج الخوف بين الناس إلى ما لا نهاية.

 

ورأى الحزب، في بيان، أنّ الديموغرافيا وموازين القوى بين الطوائف قابلة للتقلب ما قد يتسبّب في ضرب النظام وتغييره كل فترة وذلك يصبّ فقط في خدمة زعماء "الأحزاب-الطوائف" ومصالحهم؛ مشددًا على أنه في حال راود بعضهم أنّ عمليات توطين (مسلمين) واستيراد (مسيحيين) لتكوين مجموعات من لون طائفي واحد هو الحل فهؤلاء مخطئون، لأنّ تكوين الأوطان لم يكُن يوماً بالأعداد إنّما بالتجانس والتوافق بين مواطنيها.

وفي هذا السياق، أكّد الحزب أنّ الهوية اللبنانية ليست مركّبة ولم تكن أبدًا جمعًا اصطناعيًّا لطوائف في بقعة جغرافيّة، بل تأسّست تدريجيًا، منذ أكثر من 400 سنة وتُوِّجَت بإعلان "لبنان الكبير" عام 1920. وبعيدًا كل البعد من أيّ تمييز عنصري، عرقي أو ديني، علينا الاعتراف بأنه منذ الاستقلال اللبناني عام 1943، تميّزت شخصيّة لبنان عن باقي البلدان المجاورة بغضّ النظر عن انتماء سكّانها الديني.
وأوضح أنّ هذا التمييز لا يحمل أيّ بعد تفضيلي أو تقييمي، بل هو واقع تبلور خلال 76 سنة نظرًا إلى تفرّد لبنان بنظامه السياسي الديمقراطي وبحرّية التعبير والنشر والنضال السياسي، وكذلك بنظامه الاقتصادي وانفتاحه على العالم، وهو تفرُّدٌ مارسه جميع اللبنانيّين مهما كانت انتماءاتهم الدينيّة.

وشدّد الحزب على أنّ ما يجمع اللبنانيين على اختلاف طوائفهم هو أمتن ممّا يوحّد لبنانيّين وغير لبنانيّين ينتمون إلى الطائفة ذاتها، وما يُفرّق بين لبنانيّين من طوائف مختلفة يبقى أقلّ حدةً ممّا يباعد بين اللبنانيّين وغير اللبنانيّين من طائفة واحدة.

وختم الحزب بيانه مشددًا على أنّ هذه الخلافات بين اللبنانيّين، والتي تغذّيها "الأحزاب الطوائف" لمصالحها، ليست وجوديّة مثلما يُروَّج لها، والمواطنة هي أكثر من حلّ لها، بل السبيل إلى جعل الخلاف تمايزًا إيجابيًّا وكل باقي الحلول تبقى انتحاراً على المدى غير البعيد للبنان.

مواقف سياسية