شارك

"الكتلة الوطنيّة": من سمح لمجرم حرب دخول لبنان مدان.. وللمصارحة حول أوجه العمالة كلّها

شدّد "حزب الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة" على أنّ من شجّع عامر الفاخوري على العودة إلى لبنان تصوّر أنّه يسجّل بذلك هدفاً سياسياً في حين أنّ هذا الرجل ليس فقط عميلاً إنّما مجرم حرب نتيجة الدور الذي لعبه في معتقل الخيام، وإدانته واجبة على الصعد كافة. وسأل: كيف، ووفق أيّ عقيدة سياسية يفترض بأحد السكوت عن شخص نفى عن نفسه كل الصفات الإنسانيّة عندما أصبح جلاداً؟

وأضاف الحزب، في بيان، كيف كان من الممكن السكوت والمعذّبون لا يزالون أحياء وجراحهم الجسدية والنفسية لا تزال تنزف. وما هذه الخساسة السياسية التي تنشر صورة عامر الفاخوري إلى جانب قائد الجيش للإيهام بمعرفة سابقة والمعلوم أنّ أيّ شخصيّة لبنانيّة رفيعة تُلتقط صور معها خلال زياراتها في الخارج من دون التدقيق بهويّات الحضور. واستغرب كيفيّة سماح السفارة اللبنانية في واشنطن دخول عامر الفاخوري إليها، فلا تستقيم الحجّة بعدم معرفة ماضيه كونه أشهر من أنْ يُعرّف.

 

ولفت الحزب إلى أنّ قضيّة عامر الفاخوري يجب ألّا تحجب التغاضي غير المبرّر عن عمالات أخرى في فترة الوصاية السوريّة، التي كانت أيضًا احتلالاً مهما حاولنا تلطيف واقعها بالعبارات. وأشار إلى أنّ جروحاً جسديّة ونفسيّة لا تزال تنزف عند المواطنين من كلّ الأطياف في حين أنّ بعض الجلادين لا يزالون يسرحون ويمرحون بيننا.

 

هذا، واعتبر الحزب أنّ كل ما سبق يثنينا على إعادة فتح ملف العمالة في لبنان، ليس من باب الإثارة والانتقام لكن للتبصّر في أسباب نشوء هذه الظاهرة وأخذ العبر لعدم تكرارها. وأشار إلى أنّ العمالة في لبنان ذات أوجه ومبررات، لكن يبقى الأساس، وهو اعتقاد بعضهم أنّ التعامل مع الخارج يمكن أن ينقذ لبنان وخصوصاً عبر التحالف مع الخارج ضد لبنانيّين آخرين، وهذه هي المعضلة الحقيقيّة.

 

وأكّد الحزب أنّ العمالة مع إسرائيل لها خصائصها من دون شك نظرًا إلى القضيّة الفلسطينيّة الراسخة في الوجدان العربي، لكنّ هذا التمايز لا يبرّر العمالة مع دول أخرى من سوريا إلى إيران إلى الخليج إلى تركيا إلى الغرب بمنطق الاستقواء على لبناني آخر.

 

ورأى أنّ من إخفاقات الفترة التي تلت انتهاء الحرب اللبنانية، عدم طرح السؤال "لماذا العمالة"، وعدم طرحه أبقى الحال على نفسه من العمالة ولو بأوجه مختلفة.

 

العبرة في السؤال ليست لتراشق الاتهامات أو اعتراف فريق أنه أخطأ لأنّ الجميع أخطأ، فالعبرة هي في استخلاص أنّ العمالة ينتج منها عمالة مضادة، وفي كل الحالات لم ترتد إلاّ سوءًا على اللبنانيّين ولو أدّت في فترة ما إلى انتصار ظرفي فهو يبقى وهمياً؛ داعياً من لديه أيّ شك في ذلك إلى مراجعة تاريخ لبنان وكل الدول التي استقوى فريق فيها على آخر باللجوء إلى العمالة.

 

وتوجّه الحزب إلى اللبنانيّين كي يتصارحوا حول ملف العمالة ليسحبوا من "الأحزاب-الطوائف" سلاحهم المفضّل للسيطرة عليهم وعلى مقدراتهم، أي لتخويف المواطنين من بعضهم بعضاً.

 

وختم الحزب بيانه بدعوة اللبنانيّين إلى المصارحة كي يقتنعوا، بالحجّة والبرهان، أنّ "العمالة" الوحيدة المفيدة لطمأنة الكل ودحر التشنّجات وتظهير الهويّة اللبنانيّة المتجذّرة فينا، رغم التباينات الطبيعيّة المحجوبة بقشّة التخويف من الآخر وفترات الاقتتال، هي التعامل مع اللبناني الآخر.

مواقف سياسية