"الكتلة الوطنيّة": الحلّ في لبنان يبدأ برحيل هذه المنظومة

إن أزمتيْ الفيول والدواء اللّتيْن تهدّدان حياة المواطنين، هما أزمتان تقنيّتان، ولا تستلزمان خبراتٍ دوليّة ولا أيّ قرار من مجلس الأمن.

ولكن على الرغم من تلك الصعوبات، وانخفاض العملات الصعبة، إلاّ أنّ الحلول دائماً موجودة، ولبنان ليس البلد الوحيد الذي يواجه أزمات من هذا النوع، فلا شيء مستعصٍ إذا توافرت 3 شروط:

1-    قرار سياسي لبلورة الحلّ.

2-    إرادة سياسيّة لتنفيذ الخطة المقترحة لإيجاد الحلّ، ومكافحة المخالفين.

3-    الشعور بالمسؤولية تجاه آلام المواطنين ومشاركتهم هذه الآلام.

وهذه الشروط الثلاثة غير متوفّرة، فالقرار السياسي عند أحزاب الطوائف يقضي بإعادة ترميم نفسها وتشكيل حكومات محاصصة؛ وفي ما خصّ الإرادة السياسيّة لمكافحة المخالفين فهي مستحيلة نظراً إلى تشابك المصالح الماديّة بين أحزاب السلطة والمحتكرين والمهرّبين.

أمّا لجهة الشرط الثالث، فكيف ننتظر مشاركة السلطة آلام المواطنين وهي التي سمحت بتخزين قنبلة النيترات في المرفأ وتسبّبت في تفجير نصف العاصمة وخلّفت أكثر من 200 ضحية؟

إنّ الحلّ تقني، لكن يسبقه الحلّ السياسي برحيل المنظومة.