شارك

"الكتلة الوطنيّة": موقف حزب الله من الحكومة دعمٌ لـ"باطل" سيواصل سياسته التخريبيّة

صدر عن "الكتلة الوطنيّة" البيان الآتي:

خلال عرضه للأزمة الاقتصادية قال الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله إنّ المطلوب وضع "منهجيّة" تعتمد على درس كلّ الخيارات المتاحة، ومنها التوجّه نحو الشرق إذا أُقفِلَ باب الغرب والعكس صحيح. فالسيّد على حقّ لأنّ أمور البلد لا تُدار وفق الأهواء بل بناءً على خطط وبرمجة استباقية لكلّ الاحتمالات. لكنّ هذه "المنهجيّة" تضعها الحكومة بما تُمثِّل من أحزاب سياسيّة فيها. والسؤال الذي يُطرح هنا هو كيف يمكن أنْ يُكتَب لها النجاح بذلك في ظلّ سطوة جزء من المنظومة السياسيّة التي أفلست لبنان على مدى 30 عامًا عليها؟ فمن البديهي ومن المنطقي أن تكون الخطوة الأولى رحيلها والإتيان بحكومة مستقلّة.

وهنا علينا أن نستشهد مرّة أخرى بمقولة الإمام علي "عندما سكت أهل الحقّ عن الباطل ظنّ أهل الباطل أنهم على حق". وموقف "حزب الله" الداعم للحكومة هو دعم "الباطل" الذي سيواصل سياسته التخريبيّة للبنان من هدر ومحاصصة. فعندما كان السيّد نصرالله يلقي خطابه لم يكن قد جفّ بعد حبر مقرّرات مجلس الوزراء التي أدّت إلى تعيين أعضاء مجلس إدارة كهرباء لبنان على أساس المحاصصة السياسية، فهذه المؤسّسة كلّفت لبنان 40 مليار دولار وما زلنا نغرق في الظلام.

أما عن التدخّل السافر لسفيرة الولايات المتحدة في شؤوننا فمن الطبيعي إدانته. وكنا ولا نزال ندين كل التدخّلات من أي جهة أتت مهما كانت خلافاتنا مع الجهة المستهدفة أو المدعومة من تلك التدخّلات، سواء أكان مصدرها إيران أم دول الخليج أم تركيا أم الغرب بأكمله.

وفي هذه المسألة علينا أن نفهم جميعًا أنّ لبنان في عين العاصفة لسبب واحدٍ وهو لعنة إنشاء دولة إسرائيل على حدوده. وكانت "الكتلة الوطنيّة" قد قدّمت "اقتراح قرار" في مجلس النوّاب عام 1944 عبر نائبها آنذاك جورج عقل، وقبل أيّ طرف لبناني آخر أو أيّة دولة عربيّة، حذّرت فيه بشدّة من مخاطر قيام هذا الكيان ولا تزال.

والصراع الدولي الإقليمي قائم على هذه المسألة، ولبنان قدّم قسطه وأكثر تجاه عدوانيّة إسرائيل. لكنّ انخراطه في المحاور هو الذي يصيبه بتداعيات مصالح الدول المنهمكة في صراعاتها التوسّعية، والذي نجم عنه انقسام داخلي يهدّد الكيان. وفي المحصّلة، إنّ التكاتف الداخلي حيال مصلحة لبنان هو السلاح الأقوى لكسر يد أيّ معتدٍ على سيادة الوطن.

مواقف سياسية