"الكتلة الوطنيّة" للحريري: بعد 17 تشرين لست المرشّح "الطبيعي" لرئاسة الحكومة

ليس طبيعياً على الإطلاق أن يطل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في مقابلة تلفزيونية طارحاً نفسه مرشحاً "طبيعياً" لرئاسة الحكومة. فكمن يصرّ على إنكار الزلزال الذي أحدثه 17 تشرين و4 آب، ما زال أركان هذه السلطة وهذه المنظومة يعتبرون أنفسهم ثوابت لا يمكن زحزحتها.

وكأن شيئا لم يكن في 17 تشرين و4 آب، يحاول الحريري ترميم ما تصدع في العلاقة بين أحزاب السلطة موجها نداء مفاده "تعالوا إلى كلمة سواء بيننا". وأتته الإجابات ممّن انتقدهم "العتب على قدر المحبّة".

لمّ الشمل بين الأحزاب الطوائف يحصل في ظل الرهان على ما ستؤول اليه الضغوط الخارجية الفرنسية الاميركية السعودية الايرانية. ورهان أحزاب السلطة يبقى على خارطة طريق ترسمها القوى الخارجية فتنفذها تلك الأحزاب من خلال حكومة على شاكلة الحكومات السابقة في تقاسم الحصص وتوزيع المغانم باسم الميثاقية.

ولكن ما تتجاهله تلك الأحزاب الطوائف هو أن انتفاضة اللبنانيين لم تنطفئ، ونار الغضب تحت الرماد قد تشتعل في اي لحظة. فبعد 30 عاماً من الهدر والفساد والزبائنيّة والمذهبيّة لن يقبل اللبنانيون بأي شكل من الأشكال أن يُذلّوا ويُنهبوا ويُدمّر وطنهم، مرّة أخرى... إفهموها وارحلوا.