"الكتلة الوطنيّة" للسيّد نصرالله: لا تسمح بإهانة الثوّار دفاعاً عن زعيم

كونك آخر المتكلّمين بعد استقالة الرئيس سعد الحريري والتزامه الصمت، وبعد أن صمت البارحة رئيس الجمهوريّة ميشال عون عن ملاقاة صرخة المواطنين وتلبية مطلبهم بحكومة مستقلّة متخصّصة تكون محلّ ثقة وتتشكّل بسرعة.

كنت قد قلت في خطابك الأخير إنّ ثورة الإمام الحسين تستدعي وجود قائد، وهذا صحيح. ومن دون أدنى شك، أنّ قادة ميدانيّين كانوا يقودون المقاومين لذلّ الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنّ الأهم أنّ "القيادة الروحيّة" للإمام الحسين المنتفضة على الذلّ كانت تسكنهم، وهذا هو حال أبناء ثورة 17 تشرين 2019. فالمواطنون اليوم، كلّ المواطنين الثوّار، يعانون من الذلّ والزبائنيّة والإفقار من جرّاء المحاصصة وجشع أهل السلطة، ولذلك تقودهم روح الثورة الحسينيّة.

ولقد قلت كذلك إنّ وجود مندسّين من عملاء السفارات يحرفون الثورة عن أهدافها النبيلة. ولكن في الكوفة أيضاً كان هناك عملاء هدفهم إفشال ثورة الحسين، ففشلوا هم وألهمت الثورة أجيالاً ولم تزل، وهكذا سيحصل مع المندسّين اليوم.

أما عن مطالبة المواطنين بحكومة مستقلّة، فإنّ ذلك لا يعني بتاتاً حكومة مستقلّة عن السياسة والسيادة، إنّما مستقلّة عن الفساد وإذلال الناس. إنّ السياسة، وعلى قدر ما تُعنى بالمسائل السياديّة، فهي بالأولويّة تدبير أمور الناس عبر خدمة المواطنين بأعلى درجات الترفّع والزهد.

وكلمة أخيرة، لا تسمح بأن يُهان الثوّار من قبل بعض الشبّان دفاعاً عن زعيمهم، في حين أنّ كليهما زهرة وطننا وأمله الوحيد.