شارك

صاغيّة من "الكتلة الوطنيّة": صعود الأنظمة الاستبداديّة في المنطقة دمّر لبنان

صدر عن "الكتلة الوطنيّة" البيان الآتي:

استضافت "الكتلة الوطنيّة"، ضمن "جلسة مع الكتلة"، الكاتب حازم صاغية في مناسبة ذكرى إنشاء دولة لبنان الكبير، وقد حاوره  مسؤول العلاقات السياسيّة كميل موراني.

استهلّ موراني اللقاء بكلمة ترحيبيّة، وقال: في المنطق الطبيعي، يفترض أن تكون قيمة شجرة معمّرة في جنوب لبنان تساوي عندنا كل شمال إسرائيل ومن فيه، ولكن الواقع معاكس، فنحن نكره إسرائيل، أكثر ممّا نُحب أنفسنا. ولفت إلى أنّ هذه أزمة أكبر من سياسيّة، هي أزمة أنتروبولوجيّة ويلزمها دراسة وتشريح.

وأضاف: نحن في الكتلة الوطنيّة من الناس الذين بوصلتهم في العمل السياسي كانت وستبقى مصلحة هذا البلد ومصالح أناسه. وقد تماهى هذا الأمر مع ثورة 17 تشرين، التي بالنتيجة جلّ ما قامت به أنّها دعت الناس إلى نبذ إيديولوجيّاتها وانتماءاتها الأوّلية وطوائفها وقوميّاتها التي تبيّن أنّها لا تطعم خبزًا، وأن تتكتّل حول مصالحها. وشدّد على أنّ في "الكتلة الوطنيّة" ليس لدينا أمّة أكبر من هذا البلد نحلم فيها أو نعمل لأجلها، ولا عندنا ما هو أصغر منه. وتابع: نستطيع أن نُحِب من نريد وأن نكره من نريد، ولكن لا يجب أن نعمل إلا وفق مصلحتنا.

من جهته، اعتبر صاغيّة أنّ المدخل الأساسي لنفهم مشكلتنا في لبنان هي الصراع. ففكرة لبنان كبلد قائم على عدد من الاعتبارات التي من بينها أولويّة بناء الصداقات والصعود التوتاليتاري والدكتاتوري الذي نهض على فكرة العداوات، على فكرة العدو على فكرة المعركة، الحرب، المصير، الشهادة، الاستشهاد وإلى آخره.

وأوضح أنّ لحظات الانفراج النسبيّة التي عرفناها، هي اللحظات التي كان هناك خلالها في العالم العربي، ولا سيّما في المناطق والدول المجاورة لنا أوالمؤثّرة فينا، أنظمة برلمانيّة، رغم كلّ عيوبها وكلّ تعثّرها وكلّ ضعفها.

وأضاف: أمّا انهيار لبنان فقد بدأ عمليًا مع صعود الانقلاب العسكري في المنطقة، وصعود الأنظمة الاستبداديّة على تنوّعها وفيما بعد ذُروَةُ التجلّي تبعها النظام الإيراني، الذي وإن لم يكن انقلابًا عسكريًا إنّما نظامًا دينيًا، لكنّه يشارك الأنظمة العسكريّة قمعيّتها وتكوينها الأوامري الذي لا يهمه رأي الناس. وهذا الصعود هو الذي دمّر لبنان.

نشاطات