صدر عن حزب "الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة" البيان الآتي:
أطلق حزب "الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة" النشاط السياسي لـ"مجلس قضاء جبيل" وذلك خلال حفل أقيم في باحة مدرسة القلبين الأقدسين-جبيل، أكّد خلاله الأمين العام للحزب بيار عيسى أنّ "تحقيق انتقال سلمي للسلطة" يتطلب "إدارة مستقلة للعمليّة الانتخابيّة" و"سلطة تنفيذيّة مستقلة"، مشدّدًا على أنّ برنامج الحزب سيصنع فرقًا كبيرًا خلال هذه الانتخابات.
وذكّر العميد كارلوس إدّه، من جهته، بأنّ "الكتلة" حذّرت، منذ العام 2006 في بياناتها المتلاحقة، من أن ما يحصل في لبنان سيوصل إلى ما يجري في فنزويلا وكوريا الشماليّة. ولفت إلى أنّ همّ المسؤولين كان وقتها فقط الحصول على الجزء الأكبر من "قالب الحلوى". وأعرب عن تفاؤله بحزب "الكتلة الوطنيّة" لأنّه رأى فيه فريقًا من الشباب والشابات مندفعين ليدافعوا عن مصلحة بلدهم ومستقبلهم فيه.
ودعا رئيس "مجلس قضاء جبيل" طارق صقر المواطنين إلى تغيير طريقة انتخابهم ليحسّنوا نوعيّة حياتهم، مشدداً على أن "ربيع 2022 آتٍ، ومعه أمل جديد بطبقة سياسية لديها تأثيرات إيجابية على كل ما يحيط بها".
وقد تخلّل الحفل عرض لبرنامج "الكتلة الوطنيّة" تحت عنوان "دولتنا دولة من الأوّل وجديد". وشارك فيه عدد كبير من فاعليّات قضاء جبيل ومن المحازبين.
عيسى
وقال عيسى: كنت أتابع السياسة وأتابع "الكتلة الوطنيّة" وهذا الحزب مختلف عن بقيّة الأحزاب؛ فأحزاب الطوائف ترتكز على العقد الإجتماعي بين الطوائف نفسها، وليس بين المواطن والدولة والمبني على الحقوق والواجبات. فالكتلة الوطنية هي الوحيدة التي ناضلت من أجل قيام دولة قانون حقيقية تدافع عن اللبنانيّين.
وأضاف: بعد انخراطي في الكتلة الوطنيّة رأيت واقتنعت بأنّ هناك 4 ملايين لبناني كتلوي لكنّهم يجهلون هذا الأمر، ذلك أنّ مشروع "الكتلة" وتاريخها حلم لكل لبناني يحب لبنان كما هو.
وشدّد على ضرورة متابعة حاجات الناس المتعطشة لوجود دولة "عنجد دولة"، أي دولة قانون تحمي الجميع، وهذا ما ارتكزنا عليه في مشروعنا الجديد. وقال: ما نعاني منه اليوم هو نتيجة أداء أحزاب السلطة وأحزاب الطوائف والميليشيات، وكلنا في المعاناة هذه، وجبيل بدورها تعاني من الجحيم الذي وعدونا به.
وتناول عيسى موضوع الانتخابات النيابيّة، ولفت إلى أنّه لتحقيق انتقال سلمي للسلطة يجب أن تكون هناك إدارة مستقلة للعمليّة الانتخابيّة ويجب أن تكون هناك سلطة تنفيذيّة مستقلة أي حكومة مستقلة عن أحزاب السلطة.
وعمّن في السلطة وينادي بمكافحة الفساد وبسيادة لبنان، قال: الجميع يتحدّث عن مكافحة الفساد وعن السيادة، لكنّ الشجرة تُعرف من ثمارها وقد مرّ عليهم 15 و30 سنة وهم في السلطة ولم يخطوا خطوة واحدة إلى الأمام تجاه ذلك. وذكّر بأنّ العميد الراحل ريمون إدّه كان يقول بوجوب النضال للوصول إلى لبنان سيّد حر ومستقل، وبالتأكيد أنّ لبنان أساساً من دون السيادة والحرّية والاستقلال لن يبقى لبنان، ولكن اليوم يجب أن ننتقل ببلدنا إلى مستوى آخر أعلى من ذلك وهو لبنان مزدهر أخضر وعادل.
وتطرّق عيسى إلى برنامج الحزب، وقال: وضعنا برنامجًا في الكتلة الوطنيّة سهلاً، قابلاً للتطبيق، وتفاعليًا، ويمكن قراءته على موقع الحزب، وبإمكان كل من يشاء أن يعطي رأيه فيه ومشاركة أفكاره وحتى انتقاداته بشأنه. وأضاف: بات لدى "الكتلة" اليوم برنامج يتضمّن حلولاً قصيرة ومتوسّطة وطويلة الأجل، وقابلة للتطبيق ومجدية. وأوضح أنّ البرنامج مؤلف من 9 نقاط أساسيّة ويتضمّن 3 مستويات، وقد أُعدّ بمساعدة خبراء، وهو برنامج ديناميكي يستطيع كل شخص مراجعته على الموقع الإلكتروني للحزب وأن يُقدّم الاقتراحات التي يراها مناسبة.
وشدّد على أنّ هذا البرنامج سيصنع فرقًا كبيرًا خلال الانتخابات النيابيّة المقبلة، ولذلك من واجبنا أن ننشره كي يصل إلى أكبر عدد من المواطنين عبر كل الوسائل.
إدّه
من جهته، سأل عضو "مجلس الحكماء" في الحزب العميد كارلوس إدّه، من هو المسؤول عن الأزمة التي يمرّ بها لبنان؟ وقال: "يمكننا أن نسميّ الكلّ من جميع الأطراف، حاكم مصرف لبنان بالتأكيد، رؤساء المصارف من دون أدنى شك، والنظام الذي نعيش فيه أيضًا وإهمال الدولة كذلك. وأضاف: لكنّ كل ذلك يرتبط بشيء أعمق بكثير والذي نرفض أن نراه وهو إهمال اللبنانيّ للسياسة.
وتناول إدّه موضوع مقاربة "الكتلة" لمسألة الاقتصاد منذ عام 2006 حين أعربت عن تخوّفها في بياناتها المتلاحقة من أن ما يحصل في لبنان يشبه ما يجري في فنزويلا وكوريا الشماليّة. ولفت إلى أنّ المسؤولين كانوا يتهكّمون من تحذيراتنا، في حين أنّهم كانوا يرون ما نراه ولكنّه لم يكن همّهم الأكبر إنّما فقط "الوصول"، والحصول على الجزء الأكبر من "قالب الحلوى".
ولفت إلى أنّ العمل السياسي مستمر في لبنان على النحو ذاته، والدليل اننا نرى الاقتراع يحصل لأحدهم لأننا ضدّ فريق آخر أو لكونه مرتبطًا بالزبائنيّة أي لمن يدفع قسط المدرسة أو لأنه صديقنا، وهذا كلّه أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.
وشدّد إدّه على أنّ العمل السياسي يتطلّب أكثر من ذلك، وذكّر بأنّ "الكتلة الوطنيّة" وضعت مشروعًا اقتصاديًا ولكن لم يقرأه أحد وكذلك وضعت مشروع قانون انتخاب حذّر من أنّ نظام اللوائح الحالي سيوصلنا إلى المأزق ذاته ولكن أحدًا لم يكترث.
وأشار إلى أنّه أعاد إطلاق نشاط حزب "الكتلة الوطنيّة" عبر العمل مع أشخاص يلتقي معهم بطريقة التفكير لجهة مستقبل البلد وعدم وضع طموحاتهم الشخصيّة فوق مصلحة البلد، وأحدهم هو بيار عيسى الرئيس السابق لجمعيّة "آركانسيال" التي تعتبر من الأكثر احترامًا إقليميًا ودوليًا بفضله، وقد رَفَضَ مناصبَ وزاريّة ونيابيّة فقط لعدم اقتناعه بالجهات التي عَرَضَت عليه ذلك.
وتابع: عام 2019 كنّا نرى سويًا أننا ذاهبون نحو الانهيار ولذلك وضعنا مشروعًا مع أولويّات، وفي السنتين الأخيرتين، وعلى الرغم من الثورة وما نعيشه من ظروف ومن انفجار مرفأ بيروت الذي تسبّب بتدمير مقر الكتلة الوطنيّة، فإننا نرى تنظيمًا يحصل في "الكتلة" ومشروعًا اقتصاديًا يُدرس وطروحات تقدّم تختلف كليًا عن أنانيّة السياسيّين الذين اعتدنا عليهم.
وختم بالقول: أنا متفائل بالكتلة لأنني رأيت فريقًا من الشباب والشابات مندفعين ليدافعوا عن مصلحة بلدهم ومستقبلهم فيه وهذا الأمر مريح".
صقر
وقال رئيس "مجلس قضاء جبيل" طارق صقر: أقف امامكم اليوم، لأن مجموعة وفية من الناس بقيت على مبادئها، فهي لم تنتم الى حزب "الكتلة الوطنيّة" كمحازبين، بل انتمت إليه كنمط حياة، لا يهمها نفسها ولا يهمها الربح ولا الخسارة، يهمها ان تقف إلى جانب الحق ولو كان الحق خاسرا. وأضاف: تماما كالعميد ريمون إدّه عندما وقف وحده مع نواب حزبه ونائبين اثنين ضد اتفاق القاهرة بعكس كل الطبقة السياسية آنذاك، والذي برهن بعد عشرات السنين إن الإجماع على خطأ من شعب او من سياسيين لا يحوله الى صواب.
وتناول صقر الأوضاع الحالية وارتباطها بالانتخابات المقبلة، وقال: كثيرون يتوقون للسلطة، لكن قلة تستحقها، فلا تدعوا صوت من يتوق يُعميكم عن رؤية من يستحق. فمن يتوق للسلطة يبحث عنكم، لكن من تريدونه للخدمة العامة يجب أن تبحثوا أنتم عنه. ومن يدق بابكم قائلا لكم انتخبوني، فهو يريد أن يكون حاكما على رعية، أما من تقرعون أنتم بابه، فسيكون خادما للرعية
وأضاف صقر: نحن في حزب الكتلة الوطنية كنا وما زلنا مصدرًا للإلهام، لا باعة أوهام، فلا مجال بعد ما وصلنا إليه من انهيار تام على كل الصعد أن يعلو صوت التبرير على أصوات المسائلة والمحاسبة. وتابع: لا أحد مسؤولاً عن حالتنا ليخلصنا، خيار الأغلبية هو المسؤول، لا قضاء وقدر بل فعل مقصود... فغيّروا طريقة انتخابكم لتحسّنوا نوعيّة حياتكم، وربيع 2022 آتٍ، ومعه أمل جديد بطبقة سياسية لديها تأثيرات إيجابية على كل ما يحيط بها.
وقال: لنتوحد جميعًا، لنخرج لبنان من نار جهنم ،ولنضع كل ما نختلف عليه جانبًا، فالنار لن توفّر بيننا، إن لم نُغير سنتغيّر. وفي النهاية سيقول الشعب اللبناني كلمته، وسينتصر بابتسامة كما فعلت شعوب أخرى على مر التاريخ.
وبعد انتهاء الحفل جرى حوار بين الأمين العام بيار عيسى وشابات وشباب الحزب المشاركين في مخيّم لحفد الذي نظّمه قطاع الشباب في "الكتلة الوطنيّة" في 26 آب ويُختتم اليوم الأحد.