صدر عن "الكتلة الوطنيّة" البيان الآتي:
نعلن في "الكتلة الوطنيّة" تضامُننا الكامل مع الشعبين السوري والتركي في مأساتهما الكبيرة، وندعو إلى تحييد الحسابات السياسية عن المسعى لتأمين المساعدة الإنسانية الدّولية العاجلة للمنكوبين، فكلفة كل دقيقة وكل ساعة من دون مساعدة خارجيّة، تبلغ آلاف الضحايا. ونحيّي في هذا السياق المبادرات الخاصة في لبنان، ومبادرات الجيش اللبناني والدفاع المدني في التّوجه إلى تركيا وسوريا لتقديم المساعدة.
أمّا على المستوى السياسي، فإنّ زيارة الوفد اللبناني للرئيس السوري بشار الأسّد، فارغة من أي مبادرة إنسانيّة أو مساعدة حقيقيّة للشعب السوري في ظّل الكارثة غير المسبوقة التي يعيشها. بل إنّها لا تبدو إلاّ محاولة مخزية لتحويل واجب التضامن الإنساني إلى محاولة للتطبيع مع السلطات السوريّة.
ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ محاولات السلطات السّورية الاستفادة من المأساة الإنسانيّة لانتزاع اعتراف دولي بدورها في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة، هو سقوط أخلاقي وسياسي جديد لها، وينبئ باستمرارها في سياسة الأرض المحروقة في سوريا وفي المنطقة.
عليه، فإنّ زيارة الوفد الوزاري اللبناني مرفوضة شكلاً ومضمونًا. فتحت عنوان التضامن المعلن مع الشعب السّوري، لا تغدو هذه الزيارة إلا محاولة بائسة للتطبيع مع السلطات السّورية.
وفي حين أنّ العلاقة بين لبنان وسوريا أساسيّة وضروريّة، فإنّ أي بناء لعلاقات صحّية، لا بدّ أن ينطلق من مصلحة الشعبين، وعلى أسس احترام سيادة البلدين ويعالج الأزمات العالقة بينهما، وعلى رأسها:
إنّ زيارة الوفد الوزاري اللبناني دمشق البارحة هي استكمال لديبلوماسيّة التملّق والمواربة والتحايل على الشعبين. إنّ التأسيس لعلاقة مستدامة وسليمة بين لبنان وسوريا لا يكون إلاّ باتّفاق يضمن كرامة وأمن ومصالح الشعبين السوري واللبناني.
العزاء لأهالي الضحايا، وللشعبين السّوري والتركي في مصابهما.