شارك

"الكتلة الوطنيّة": رئيس العتمة والفوضى

صدر عن "الكتلة الوطنيّة" البيان الآتي:

ينتهي موسم الصيف بما لا يبشّر بالخير، بعدما أعلنت "مؤسّسة كهرباء لبنان" العتمة الشاملة ابتداء من ليل الجمعة - السبت، في ظل العجز الكامل والمعيب لوزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض عن القيام بأي خطوة حقيقية لإصلاح قطاع الكهرباء واكتفائه "بشحادة" الفيول العراقي، ضمن شروط مسهّلة تعجز الحكومة اللبنانية حتى عن تلبيتها.

وفي موازاة إعلان "مؤسّسة كهرباء لبنان" عن الانقطاع التام للتيار والقلق المتزايد من شحّ مادة المازوت لتزويد المولدات الخاصة بسبب جشع شركات استيراد المحروقات وتغييب الرقابة، ينشغل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، بتراشق إعلامي حول تقسيم الحصص في الحكومة المقبلة. ولم تتردّد، كعادتها، رئاسة الجمهورية في اللجوء إلى اللعب على الوتر الطائفي.

أما السجال الإعلامي السخيف حول التشكيلة الحكومية فيخفي ما هو أسوأ، أي التهديد والتهويل ببقاء ميشال عون في منصبه بعد انتهاء ولايته. وهو إنْ دلّ على شيء، فعلى الاحتقار التام للدستور والمؤسسات وإرادة الناس. طبعًا لا يخفى على أحد هنا أنّ هكذا سيناريو، على خطورته البالغة، مربوط حكماً بغطاء من "حزب الله" الذي اعتاد بقوّة سلاحه على تخطي الدستور والقانون.

بمعنى آخر، يبتز "حزب الله" اللبنانيّات واللبنانيّين ببقاء ميشال عون في بعبدا، مستعينًا بخوفهم من تكرار تجارب حروب الإلغاء والتحرير، ومعتمدًا على جنون العظمة الذي يبدو أنه ضرب كل سكان القصر هذه المرّة.

في العام 1988، هدّد الرئيس السوري حافظ الأسد الشعب اللبناني بالفوضى، بعبارة واحدة "إمّا الضاهر، وإمّا الفوضى".

يبدو أنّ "حزب الله" يريد الاستفادة من تجارب حلفائه في حكم لبنان، فيجبر اللبنانيّات واللبنانيّين على الاختيار بين سليمان فرنجية وميشال عون. بين سليمان فرنجية والعتمة والانهيار والتوتّرات الأمنيّة المتنقلة.

إنّ مواجهة هكذا معادلة تكون بوضوح خيارنا لرئيس جديد للجمهورية، جامع لكل اللبنانيّات واللبنانيّين، يرتقي بالدستور والسيادة فوق الحسابات الفئويّة والمنفعيّة، ويضع الإصلاح والخروج من الأزمة كأولويّة مطلقة.

مسؤوليتنا المشتركة تكون بكسر هذا الابتزاز عبر توفير الدعم السياسي والشعبي لمرشح تتوفّر فيه هذه الصفات، والإصرار بكل الوسائل على إجراء الانتخابات الرئاسيّة في مواعيدها الدستورية.

مواقف سياسية