شارك

عيسى في إعلان برنامج "الكتلة الوطنيّة" السياسي: الحلول موجودة والخيار بين دولة الدويلات أو دولة حقيقيّة من الأوّل وجديد

أطلق حزب "الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة" برنامجه السياسي التنموي الاجتماعي خلال حفل في مقرّه في الجمّيزة، أكّد خلاله الأمين العام بيار عيسى أنّ حالة لبنان "مأسويّة جدّاً ولكنّها ليست مستعصية" لأنّ "الحلول موجودة وغير صعبة، ولا ننتظرها من الخارج"، مشدّداً على أنّ الحلول عند المواطنين "وذلك اعتماداً على خيارنا بين دولة الدويلات أو دولة حقيقيّة من الأوّل وجديد". وتخلّل الحفل عرض لبرنامج الكتلة الوطنيّة القائم على 9 مسائل والحلول المطروحة لها، والذي خُصّص له موقع إلكترونيّ تفاعلي.

وفي ما يأتي الكلمة الكاملة للأمين العام بيار عيسى:

 

أهلاً وسهلاً بكم، اليوم لم نأتِ للحديث عن أحزاب السلطة وأحزاب الطوائف وتسوياتها التي دمّرت لبنان وما زالت تدمّره. اليوم نحن هنا لطرح مشروع يشير إلى الفرق بين دولة الدويلات والقيّمين عليها، وبين بناء دولة حقيقية من الأوّل وجديد.

الواضح أنّ في دولة الدويلات يعلمون كيفيّة أخذ السلطة ولكن من الواضح أنّهم لا يعرفون كيف يحكمون، فالشجرة تُعرف من ثمارها، والبرهان على ذلك هو الإفلاس الذي نعيشه ونعاني منه اليوم.

الدولة الحقيقية تمتلك مشروع حكم لا مشروع سلطة. سأشرح لكم الفرق بالممارسة. هم يرتكزون على الطائفية لا المواطنة، على الزبائنية وليس على دولة القانون، على الفساد بدل النزاهة، على التبعية والارتهان للخارج بدل السيادة بمفهومها الصحيح، وأخيراً على منطق الزعيم بالقيادة بدل الديمقراطيّة.

لنعطي بعض الأمثلة. الجميع يعاني من مشاكل صحّية، لا دواء ولا مستشفيات ولا تغطية صحّية ولا أي شيء، كيف تُحلّ هكذا أمور؟ أنا أقول لكم، تُحل بـ"الواسطة"، يُدخِلون عبرها الناس إلى المستشفيات الحكوميّة، يضغطون على المستشفيات الخاصة، وهذا كلّه يسمّى ذل، ذلّ لكل من التجأ إليهم. وأكثر ما يمكنه القيام به حزب منظّم هو بناء مستوصف.

أما نحن فلسنا هنا لنبني أيّ مستوصف ولا لتأمين أي دواء ولا لمساعدتكم للدخول إلى أي مستشفى بالواسطة. نحن لدينا برنامج بطاقة صحّية وتأمين تغطية صحّية لكل المواطنين بالتساوي.

ماذا يفعلون بمشكلة البطالة؟ الأرقام تختلف لأنّنا في بلد لا أرقام فيه، ولكن لدينا بين 40 و60 في المئة بطالة ويمكن أن تصل إلى 70 في المئة. الكل يعاني من البطالة، ما هي الحلول التي تطرحها أحزاب السلطة؟ حلولها قائمة على الزبائنيّة للدخول إلى وظائف الدولة ما أدى إلى تخمة في إدارتها ومؤسّساتها. ومشروع سلسلة الرتب والرواتب الذي أقرّوه من منطلق الفساد الانتخابي قبل الانتخابات، وقد أفلسنا بسبب هذا المشروع. نعم هذه حلولهم، أما حلولنا فهي خالية من وعود بتوظيفات في الدولة وخارجها ومن سلسلة رتب ورواتب بهذا الشكل.

مشروعنا هو برنامج إقتصادي مبني على إقتصاد منتج يخلق ثروات وفرص عمل بعكس مشروع أحزاب السلطة وهو مشروع إقتصاد ريعي لا يخلق فرص عمل ولا ثروات إنّما أثرياء. عندما نخلق ثروات يمكننا توزيعها بعدل بعكس ما تقوم به أحزاب الطوائف اليوم وهو توزيع غير عادل للخسائر.

لنتكّلم عن المحروقات. كلنا نُذلّ في هذه الأيام على محطات الوقود وهناك ضحايا بسبب المشاكل بين الناس ممّا أدى إلى زرع الكراهية بنين الناس. ما هي حلولهم؟ "تعا تعبّيلك بالليل"، "منأمّن غالونات البنزين بالواسطة" أو "منخلّيك تقطع الخطّ لأنّك من الأحزاب وعندك خطّ عسكري!". نحن لا نؤمّن "غالونات" بنزين ولا نتعامل بالزبائنيّة. لدينا مشروع لضبط الحدود ووقف التهريب. ندعم السلع التي تحتاج إلى دعم للفئات الأكثر حاجة ونرفع الدعم عن السلع التي لا يجب دعمها.

أعطينا 3 أمثلة وهي جزء من خطتنا الكاملة. هذا مشروعنا ولائحة المعاناة كبيرة وإذا أردنا الحديث عنها ستطول اللائحة.

هم لم يفشلوا فقط بل أفلسوا أيضاً، ويُحمّلون مسؤوليّة فشلهم وإفلاسهم للقطاع الخاص. يتحدّثون عن الاحتكار وهم من يشحنون أنفس المواطنين ضدّ التجّار. غير صحيح أنّ كل التجّار هم المحتكرين وغير صحيح أنّ المستشفيات والصيدليات هي سبب هذه الأزمات. يُظهرون الوضع وكأنّ القطاعات هي سبب المشكلة. هذا الكلام غير صحيح، أهل الحكم سبب المشكلة لأنّ تنظيم كل قطاع وتأمين الرقابة والمحاسبة هي من مسؤوليّتهم. كفى شحناً لنفوس الناس ضدّ القطاعات لأنّه لولا الصناعيّين ولولا المستشفيات ولولا الصيدليّات لما كان من بلد قائم اليوم. بالتأكيد ليس بفضلهم البلد "بعدو واقف على صوص ونقطة".

بالتأكيد أنّ الجميع تعب وهذا الوجع موجود عند الجميع من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن كلّ الفئات العمريّة والطبقات الاجتماعيّة وحتّى الميول السياسيّة.

من يعرفني شخصيّاً، يعلم أنّني في كلّ حياتي واجهت الحالات التي يعتبرها المجتمع مستعصية، ولكن تبيّن لي أنّ لا وجود لحالات مستعصية. وحالتنا مأسويّة جدّاً ولكنّها ليست مستعصية. الحلول موجودة وغير صعبة، ولا ننتظرها من الخارج أو من دولة خارجيّة إنْ كانت صديقة أو غير صديقة.  الحلول موجودة عندنا وذلك اعتماداً على خيارنا بين دولة الدويلات أو دولة حقيقية من الأوّل وجديد.

نحن كحزب كتلة وطنيّة بتاريخنا المعروف منذ تأسيسه بمبادئه ومواقفه وبرامجه وإنجازاته ويطول التعداد، من المؤكد أنّ هذا الحزب مشروع وطن لا مشروع حزب، مشروع دولة لا مشروع زعيم، فالحزب هو الوسيلة، واليوم قمنا بإصلاحات لإعادة التنظيم. نحن حزب وطني غير طائفي غير مناطقي غير عائلي، حزب ديمقراطي. كلّ المناصب عندنا منتَخبة، حزب حديث حزب شبابي، وحزب يمتلك خصوصاً رؤية وبرنامجاً.

هذه رؤيتنا وهذا برنامجنا الذي سيُعرض عليكم بعد قليل والذي عملنا عليه مع الكثير من الاختصاصيّين حولنا ونتمنّى أن تشاركوا فيه أيضاً. فسترون خلال مشاهدتكم أنّ هذا البرنامج يتضمّن تفاعلاً ونتمنّى أن تعطونا رأيكم واقتراحاتكم وانتقاداتكُم لتحسين البرنامج من أجل النهوض بدولة حقيقيّة من الأوّل وجديد.

نشاطات