مشهد 4 آب رسمه الناس وحدهم

إنّ مشهديّة 4 آب رسمها الشعب اللبناني وحده. رسمتها أيضًا عائلات الضحايا بوحدتها وتنظيمها ومبادرتها. لم ترسمها لا أحزاب ولا طوائف ولا إيديولوجيات بائدة عفا عليها الزمن.

وفيما لا يزال المتهمون يتلطون وراء حصاناتهم الوهمية، قال الناس كلمتهم وأسقطوا حصانة المنظومة في الشارع. قال الناس استعدادهم للمواجهة لتبيان الحقيقة كاملة في موضوع المرفأ ولإحقاق العدالة والمحاسبة. ورغم بعض الإشكالات فان نزول مئات الآلاف من اللبنانيات واللبنانيين كان هو المشهد كله.

ان شابات وشباب وقفوا أيضاً بوجه قمع المنظومة الامنية البوليسية التي عمدت مرة جديدة الى استعمال القوة المفرطة لفض التظاهرة امام المجلس النيابي. لم تنجح محاولات المنظومة في الدخول إلى المشهد، لا الميليشيات المختبئة في الأزّقة ولا قوى الأمن التي هاجمت المتظاهرين والاعتصام السلمي بعنوان "إسقاط الحصانات" في ساحة الشهداء. كانت "القوّات اللبنانيّة" تعتدي على المتظاهرين في أكثر من موقع في 4 آب، تمامًا كما فعلت قبلها شبيهاتها من أحزاب الطوائف كـ"حزب الله" و"حركة أمل" في ساحات صور والنبطيّة وغيرها خلال أيّام الثورة. هي الأدوات نفسها في القمع والإلغاء ورسم حدود مناطقيّة وطائفيّة.

مسارنا النضالي طويل من أجل وطن نستعيد فيه كرامتنا. مشهد 4 آب أكد لنا أنّ التغيير آت، وأنّ بناء دولة سيّدة وعلمانيّة وعادلة ممكن.

لن تذهب دماء 4 آب هدرًا، بل هي عنوان المعركة ضد منظومة الطائفيّة والفساد والتبعيّة للخارج.

مستمرّون.