شارك

لقاء حواري بين "الكتلة الوطنيّة" ومجموعة "وطني هويّتي" في صيدا

عقد "حزب الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة" لقاء سياسيّاً مع مجموعة "وطني هويّتي"، أمس الجمعة 9 نيسان، في "مسرح إشبيلية" في صيدا بهدف توحيد الجهود. وقد عرض خلاله كل من الأمين لـ"الكتلة الوطنيّة" بيار عيسى وعضوي "اللجنة التنفيذيّة" سلام يموت وناجي أبو خليل للمشاركين مبادئ الحزب ونظامه الداخلي الجديد واستراتيجيّاته في مواجهة الأوضاع الحاليّة.

بداية تحدّث باسم "وطني هويّتي" الأستاذ كامل مروّة عن ظروف نشأة المجموعة مع الثورة ونشاطها خلالها، مشيراً إلى أنّ أعضاءها ينتمون إلى مختلف الطوائف. وشدّد على أهمّية عنصر الشباب في العمل السياسي وعلى وجوب وضع كل المجموعات خلافاتها جانباً لتوحيد جهودها في نضالها لأنّ المبادئ التي تنطلق منها واحدة.

بيار عيسى: بعد ثورة 17 تشرين بات الانشقاق الفعلي بين نادي الأحزاب الستة وحلفائها وباقي المجتمع اللبناني

ثمّ استهلّ الأمين العام بيار عيسى كلمته، متناولاً توصيف الحزب لأسباب تعرّض لبنان إلى خضّات متتالية، وقال إنّ العلل الخمس التي أدّت بالبلد إلى ما نحن فيه من أزمات وانهيارات هي الطائفية، الزبائنية، الفساد، التبعية والارتهان للخارج ومنطق الزعيم في القيادة أو الإقطاعية السياسيّة". ولفت إلى أنّ "بلداً غير سيّد وغير حرّ وغير مستقل ليس ببلد".

وأضاف: "ننتظر أن تأتي القرارات من الخارج، ونترقّب الانتخابات الإيرانية والانتخابات الأميركية وغيرها"، منبّهاً إلى أنّ "في لبنان اليوم شرخاً عموديّاً، كانت أحزاب السلطة تستغلّه عبر توزيع أدوار بين قوى 8 و14 آذار، إلا أنّ ثورة 17 تشرين بدّلت قواعد اللعبة السياسيّة وبات الانشقاق الفعلي بين هذه القوى مجتمعة من جهة وبيننا، أي بين نادي الأحزاب الستة وحلفائها وكل المجتمع اللبناني. وتسعى أحزاب السلطة هذه كل يوم إلى إعادة هذا الشرخ عبر تغذيته بالطائفيّة والمذهبيّة".

ولفت عيسى إلى أنّ "مسار التغيير بحاجة إلى إصلاح اقتصادي وسياسي على حدٍ سواء. ورأى أنّه يجب خوض الانتخابات النيابيّة في العام المقبل بعد إصلاح النظام الانتخابي وتعيين هيئة مستقلة بالكامل عن سلطة وزارة الداخليّة لإدارة الانتخابات، لا الإشراف عليها فقط. وشدّد على أنّ كلّ ذلك غير ممكن إلا عبر حكومة إنقاذيّة انتقاليّة مستقلّة، وهذا ما نطالب به منذ إعادة إطلاق نشاط "الكتلة الوطنيّة" في شباط الـ2019.

يموت: الكتلة حزب ديمقراطي شفّاف تشاركي عصري

أما عضو "اللجنة التنفيذيّة" سلام يموت فأكّدت أنّ "الحزب متمسّك بعراقته التاريخيّة ونزاهته وعناده في الدفاع عن الحق"، مشيرةً إلى أنّ "الكتلة هي حزب ديمقراطي حيث إنّ جميع هيئاته منتخبة، فضلاً عن تعزيز المساءلة عبر عدم السماح بتراكم المراكز ومبدأ فصل السلطات بين هيئات الحزب".

ولفتت إلى أنّ "الكتلة الوطنيّة" حزب شفّاف كون جميع قرارات الأمين العام ومحاضر جلسات "اللجنة التنفيذيّة" وغيرها من الوثائق الداخليّة متاحة لجميع الأعضاء. وتابعت: "الكتلة كذلك حزب تشاركي، أيّ أنّ آليّة التدرّج والوصول إلى المراكز القياديّة فيه واضحة وصريحة، وجميع المرشّحين للانتخابات الخارجيّة تختارهم القاعدة عبر انتخابات داخليّة. وأيضاً الكتلة هي حزب عصري لجهة ضمان الكفاءة والتكافؤ في الترشيح والتمثيل، واستعمال التكنولوجيا في التنظيم والتواصل".

أبو خليل: لجبهة وطنيّة غير طائفيّة تتوجّه إلى أكبر عدد من اللبنانيّين

وأكّد عضو "اللجنة التنفيذيّة" ناجي أبو خليل أنّ "التواصل بين أحزاب الثورة والمجموعات الثوريّة موجود حتى لو لم يُتَرجَم في إطار سياسي واضح حيث تمكّنا، في أكثر من محطة، من اتّخاذ مواقف سياسيّة متقدّمة في كل المواضيع". وأضاف: "لدينا الأرضيّة المشتركة ولكنّها لا تكفي لبناء الجبهة التي هي ضرورة لمواجهة المنظومة".

وأوضح أبو خليل أنّ "هذه الأرضية المشتركة لا تكفي لأنّنا في مواجهة منظومة لديها تأثير كبير على الرأي العام، وهي عاجزة عن إدارة أزمة وهي بصدد الاستيلاء على ما تبقّى من المقدّرات وتعمل أكثر وأكثر على السيطرة على المجتمع، وهذا ما يضعنا أمام مسؤوليّة كبيرة".

واعتبر أنّه "يجب تقييم الوضع لأنّ هناك قوّة سياسيّة، عسكريّة، ماليّة وإعلاميّة ما زالت تعمل لصالح المنظومة السلطويّة. وأضاف: لذلك، انطلاقاً من هنا، فإنّ سبل مواجهة هذه المنظومة غير ممكنة إلا عبر تجمّع أكبر عدد من القوى والمجموعات، وهذا ما نحاول القيام به في "الكتلة الوطنيّة". وتابع: نتواصل مع الجميع انطلاقاً من الوضع الذي يفرض علينا وضع جميع الخلافات جانباً ومناقشتها لاحقاً، ولكن هناك قاسم مشترك و هو مواجهة السلطة". وشدّد على أنّه "لا يمكن للجبهة إلا أن تكون لها هويّة وطنيّة غير طائفيّة قادرة على التوجّه إلى أكبر عدد من اللبنانيّين".

نشاطات