شارك

"الكتلة الوطنيّة" لأهل السلطة: فشلتم بقمع الثوّار.. وكل تأخير بتشكيل حكومة مستقلّة سيفاقم الأزمة ويزيد من زخم الثورة

أشار "حزب الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة" إلى أنّه منذ انطلاق الثورة تعاطت السلطة معها بفوقيّة معتبرة أنّها "طفرة" غضب، ستنحصر مثلما بدأت؛ إلا أنّ لهذه الثورة مسبّباً جوهرياً يمكنه إطالة حياتها حتى تحقيق أبرز أهدافها، أي حكومة مستقلّة من اختصاصيّين قادرين.

ولفت الحزب، في بيان، إلى أنّ جوهر هذه الثورة هو أبعد من المطالب السياسيّة والمعيشيّة، ألا وهو كسر الحواجز الطائفيّة وصعود "المواطن" رغم كل التباينات بين أبناء الطوائف، وكسر كذلك الحواجز المناطقيّة المصطنعة.

ونبّه إلى أنّه أمام هذا الواقع الذي ظهر مدى تجذّره في نفوس اللبنانيّين، إستعانت الدولة بأدواتها التقليديّة. وذكّر بأنّها حاولت بداية سرقة شعارات الثورة وتبنّيها ولكنّ أحداً لم يصدّقها، فانتقلت إلى تصوير نفسها كمنقذ عبر "الورقة الإصلاحيّة" ولكن أيضاً لم يكترث لها أحد نظراً إلى عدم واقعيّتها وانعدام الثقة بالحكومة. وأضاف أنّ السلطة حاولت عندها إعادة إيقاظ النعرات الطائفيّة وفشلت مرّة جديدة.

وفي السياق ذاته، أشار الحزب إلى أنّ السلطة جرّبت بعدها وضع القوى الأمنيّة في مواجهة الثوّار واستعانت بعناصر بلطجيّة إلا أنّهم عجزوا عن ترهيب الثوّار، فحاولوا تصوير الثورة وكأنّها عمل الأجهزة والسفارات إلا أنّها سقطت أمام إدراك الثوّار التام لهذا التصوير ولخطورة هذا الفعل.

وتابع الحزب، في المجال ذاته، أنّ السلطة حاولت الاختلاط بجمهور الثورة لتحريفها عن هدفها إلا أنّ الثوّار كانوا يعرفونهم فرداً فرداً ولم يقعوا في الفخ. وأكّد أنّ مع كل محاولة من محاولات السلطة هذه كانت الثورة تعود أكثر عدداً وصلابة وحضارة وسلميّة.

وإذ شدّد على أنّ أحزاب السلطة أمضت 30 عاماً تتحرّك في إطار معيّن يقوم على تكامل المصالح عبر تبادل الطلبات والتنازلات، وكانت صفاً واحداً في مواجهة المواطنين تحت شعار "حكومة الوحدة الوطنيّة"، لفت الحزب إلى أنّه ظهر فجأة لاعب جديد غير منتظر وجبّار ليس له وجه ولا اسم ولا قائد، يتألّف من مئات آلاف المواطنين اللبنانيّين لا هويّة أخرى لهم، فوضع السلطة في قفص الاتّهام.

وأشار الحزب إلى أنّ السلطة أمام هذا الواقع باتت تائهة وعاجزة عن التعاطي مع هذا المارد، فتفكّكت منظومة محاصصتها الداخليّة وبدأ كل فريق يرمي اللوم على الآخر لتبرير فشله في السلطة.

وختم الحزب بيانه بالتأكيد مرّة من جديد أنّ لا خلاص لهذه السلطة إلا باستسلامها لمطالب شعبها الحضاري والسلمي، مصدر كل السلطات، وتركها المجال لحكومة مستقلّة من اختصاصيّين قادرين وكل تأخير سيفاقم الأزمة وسيزيد زخم الثورة.

مواقف سياسية