أعلنت أحزاب وقوى من المعارضة، في مؤتمر صحافي عُقد اليوم في مقر "حزب الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة"، عن إطلاق مبادرة إنقاذية لانتشال لبنان من أزمته ولمنع المنظومة الحاكمة من جر البلاد إلى 13 نيسان جديد. وشدّدت على أنّ المبادرة تنطلق من تشكيل حكومة إنقاذية انتقالية مصغّرة مستقلّة عن أحزاب المنظومة الحاكمة تتمتع بصلاحيات استثنائية تشريعية محددة، تتبنى برنامجاً إنقاذياً من 9 بنود، وعلى أنْ تُشكِّل نتيجة الانتخابات النيابية المقبلة المحطة الأساسية لإعادة بناء دولة القانون. ووجّه المجتمعون نداء إلى مختلف قوى التغيير ومجموعات الثورة ممّن يشاركونهم الهدف ذاته لتوحيد الصفوف والعمل سوية على تشكيل أوسع جبهة سياسية معارضة تعمل على إنتاج ميزان قوى سياسي وشعبي لمواجهة المنظومة وتضع برنامجاً سياسياً يعبّر عن تطلعات اللبنانيات واللبنانيين، وخطة مشتركة للتحضير لخوض الانتخابات النيابيّة بلوائح معارضة موحّدة. وفي ما يأتي نص البيان:
أيها اللبنانيات واللبنانيون،
الصحافيات والصحافيون، أيها الحضور الكرام،
الثالث عشر من نيسان لعام 1975، كان يوماً أسود مشؤوماً في تاريخ لبنان الحديث. فمعظم من يحكمون قبضتهم على السطلة منذ ثلاثين عاماً إلى اليوم، هم أنفسهم من قادوا تلك الحرب الأهلية لمدة خمسة عشر عاماً وجعلوا من لبنان ساحة للحروب. فكانت حصيلة جرائمهم، مئة وخمسون ألف ضحية وآلاف الجرحى والمشردين ودمار وخراب لم تنجو منه أي منطقة في لبنان، وإلى اليوم لم يماط اللثام عن مصير أربعة آلاف مفقود في تلك الحرب المشؤومة.
أيها اللبنانيات واللبنانيون،
إننا لا نذكّر هنا بكوارث الحرب بهدف نكأ الجراح، بل للقول إنّ ما يصيب شعبنا اليوم، من اغتيالات وتفجير المرفأ والموت على أبواب المستشفيات والتشرد والهجرة والبطالة والجوع والإذلال وامتهان الكرامات، وإفلاس الدولة وسرقة أموال المودعين، وفقدان الأمنين السياسي والاجتماعي، هي من صنع أيادي ذات المنظومة التي انتقل أركانها من المتاريس في الشارع الى متاريس طاولة الحكم فتقاسموا وتحاصصوا وارتهنوا للخارج، وأقام بعضهم الدويلة داخل الدولة، وهم اليوم جمعياً يستكملون حروبهم بأشكال مختلفة على الشعب والوطن.
الحضور الكرام،
لقد بتنا اليوم أمام أزمة حكم مستعصية مع منظومة مدانة وفقدت أي حس بالمسؤولية وتكاد أن تحول أزمة الحكم، إلى أزمة تهدد مصير الوطن والكيان. لذلك تداعينا نحن، قوى معارضة وثورية من مختلف المحافظات اللبنانية تداعينا ليس للشكوى مما آلت إليه أوضاع البلاد من انكشاف في أحوالها المالية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي بات يعيش فصولها المأساوية كل مواطنة ومواطن، إنما بدافع مسؤوليتنا الوطنية لإطلاق مبادرة إنقاذية تنتشل البلاد من أزمتها بعدما سقط كل رهان على أفرقاء منظومة الحكم الفاسدة في الإصلاح، ولكي نمنعهم من جر البلاد الى 13 نيسان جديدة. فهذه المنظومة هي من أهل، فاقد الشيء لا يعطيه، ومن كان السبب في الخراب لا يمكن التعويل عليه في البناء. كلن يعني كلن! وترتكز مبادرتنا الإنقاذية الملحة على ما يلي:
أولاً: تشكيل حكومة إنقاذية انتقالية مصغرة مستقلّة عن أحزاب المنظومة الحاكمة تتمتع بصلاحيات استثنائية تشريعية محددة، لمدة لا تتعدى موعد الانتخابات النيابية المقبلة في أيار العام 2022.
ثانياً: أن تتبنى هذه الحكومة البرنامج الانقاذي التالي:
ثالثاً: أن تشكل نتيجة الانتخابات النيابية المقبلة المحطة الأساسية لإعادة بناء دولة القانون والمؤسسات المدنية الديمقراطية السيدة العادلة وتحرير السياسة الدفاعية والخارجية من القيود الطائفية والمحاور الإقليمية وحصرها بقرار المؤسسات الدستورية المنتخبة بإرادة الشعب. وعليه، يصبح أي سلاح بيد وامرة الدولة اللبنانية وجيشها حصريا. وفرض سيادة الدولة الكاملة على الاراضي اللبنانية دون اي استثناء، والقيام بواجباتها في بسط سلطة القانون وفي توفير سلامة المواطنات والمواطنين، وفي حماية الحدود.
أيها الحضور الكرام،
إننا نطلق مبادرتنا الإنقاذية هذه، معطوفة على توجيه نداء إلى مختلف قوى التغيير ومجموعات الثورة ممّن يشاركوننا هذا الهدف لتوحيد الصفوف والعمل سوية على تشكيل أوسع جبهة سياسية معارضة تعمل على إنتاج ميزان قوى سياسياً وشعبياً لمواجهة المنظومة وتضع برنامجاً سياسياً يعبّر عن تطلعات اللبنانيات واللبنانيين. وتضع خطة مشتركة للتحضير لخوض الانتخابات النيابية بلوائح معارضة موحدة.
أيها المواطنات والمواطنون،
الوقت لم يعد يسمح بالمماطلة، الجوع يطرق أبواب الأكثرية الساحقة من شعبنا ومصير البلاد بات على المحك، ولكن الايمان كبير بقدرتنا على التغيير الفعلي، فعلينا أن نقدم بلا تردد بعدما اسقطت ثورة 17 تشرين الشرعية الشعبية عن السلطة الحاكمة، ونالها ما يكفي من الإدانات والإهانات من الأشقاء والأصدقاء. وإنطلاقاً من ذلك ندعو الشعب اللبناني الى التعامل مع هذه المنظومة المجرمة برؤوسها الست كخصم يصادر إرادة الشعب ويحتل مقدراته.
فلنحتشد جميعاً في مقاومة شعبية مدنية سلمية من أجل إسقاطها. وندعو مناصري أحزاب المنظومة إلى الانضمام لصفوف الثورة، فوجعنا معهم واحد وفقرنا واحد وامننا واحد لا طائفية فيه ولا مذهبية، فلحظة التغيير قد اقتربت لنشبك الأيادي لبناء دولة المواطنة الديمقراطية المدنية السيدة والعادلة.
الثورة منتصرة حتماً.
عشتم
عاش لبنان
يشار إلى أنّه شارك في المؤتمر الصحافي كل من الأحزاب والقوى الآتية: "الكتلة الوطنيّة"، "المرصد الشعبي لمحاربة الفساد"، "تحالف وطني"، "بيروت مدينتي"، "منتشرين"، "شباب 17 تشرين"، "ستريت"، "ثوّار بيروت"، "زغرتا الزاوية"، "زحلة تنتفض"، "لقاء البقاع الثوري"، "شباب لطرابلس"، "نقابيّون أحرار"، "حماة الدستور"، "وطني هويّتي" و"ثورة لبنان".