شارك

"الكتلة الوطنيّة": إعلان الحريري هو اعتراف بواقع السلطة السياسي والشعبي

صدر عن حزب "الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة" البيان الآتي:

لا يمكن فصل إعلان الحريري اليوم، عن تضعضع قوى السلطة منذ ثورة 17 تشرين ومحاولاتها استعادة شرعية شعبية انكسرت إلى حد كبير ولو بنسب متفاوتة. وهي، من وجهة نظر عدد كبير من اللبنانيات واللبنانيين، المسؤولة الأولى عن الأزمة التاريخية التي يعيشها البلد.

فقد نجحت 17 تشرين في كسر التسوية الرئاسيّة عبر اضعاف مكوّنيها الرئيسيّين، سعد الحريري وجبران باسيل. وفي حين أعلن الأوّل اليوم عزوفه عن الترشيح لا يزال الثاني يحاول نكران الواقع، تارة عبر تصوير نفسه ضحية مؤامرة خارجية وطورًا عبر تحسين شروط علاقاته مع "حزب الله"، وهو الحزب الأقوى في المنظومة وحاميها.

في حين اختار الحريري عدم المواجهة اعترافًا منه بواقعه الشعبي والسياسي، فقد تلجأ قوى السلطة إلى التحايل على الإرادة الشعبية عبر تأجيل الانتخابات أو التلاعب بنتائجها.

وما امتناع قوى السلطة عن تعديل صلاحيّات هيئة الاشراف على الانتخابات بما يضمن استقلاليّتها ويعزّز إمكانيّاتها المالية والإدارية عملاً بما يطلبه الرأي العام اللبناني، وإبقاؤها على الهيئة الحالية بواقعها مثلما هو غير المكتمل والعاجز بالكامل تنفيذيًا، سوى مؤشر على هذه النية.

وفي حين يشكل إعلان الحريري اليوم فرصة لقوى المعارضة والتغيير، فهو يضعها امام مسؤولية تاريخية لتوحيد الصف واقتراح بديل واضح يجتمع على مبادئ السيادة، والانتقال إلى الدولة المدنية عملاً بالدستور، وعلى نموذج اقتصادي-اجتماعي عادل يبدأ بتوزيع منصف للخسائر وخطة لوقف الانهيار.